يثرب هو الاسم السابق للمدينة المنورة، وكان يطلق عليها هذا الاسم قبل هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليها، وذلك نسبةً إلى يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح؛ حيث شاع هذا الاسم في الكثير من النقوشات والكتابات غير العربية ككتاب بطليموس اليوناني، إضافةً إلى ذلك فقد سُميت يثرب بأسماء مختلفة منها المدينة دون لفظ المنورة، وكذلك اسم طيبة، وفي هذا المقال سنعرفكم على موقع يثرب.
تقع يثرب في شمالي جزيرة العرب بعد مكة المكرمة، وهي عبارة عن واحة كبيرة تتميز بخصوبة تربتها، ووفرة مياهها، وتحيط بها الحرات من جميع جهاتها؛ حيث يحدها من الشرق حرة واقلم، ومن الغرب حرة الوبرة، ومن الشمال جبل أُحد الشهير الذي يقع على بُعد أحد عشر كيلو متر منها، ومن الجنوب الغربي جبل عير، وتتميز يثرب بأنها منحدرة من الجنوب إلى الشمال، كما أنها تحتوي على العديد من الوديان من أهمها: وادي مهزوز، والعقيق، بطحان.
استوطنت قبيلة يثرب في هذه المنطقة، ومن بعدهم سكنها العماليق من أحفاد نوح عليه السلام؛ حيث بقوا فيها حتى زمن ملكهم السميدع، ومن بعد ذلك أخرجتهم منها قبيلة جرهم التي استوطنت فيها، أما في عصر النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يسكنها العديد من القبائل أهمها: الأوس والخزرج الذين يرجع نسبهم إلى الحارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة؛ حيث إنّهم هاجروا إليها بعد أن حدث سيل قوي أدى إلى القضاء على سد مأرب، وكان يسكنها اليهود، فدخلوا معهم في العديد من المعارك، واستطاعوا أن يهزموهم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنه قد حدث صراع بين القبيلتين، وقد ظل هذا الصراع قائماً إلى أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، فأصلح بينهما، وقد لُقب أهل يثرب بالأنصار؛ لأنهم ناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الدين الإسلامي.
اكتسبت يثرب مكانةً مقدسةً بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها؛ حيث إنّها أصبحت ثاني الحرمين الشريفين، أما على الصعيد السياسي فقد تكونت فيها أول دولة إسلامية، تعمل بدستور القرآن الكريم، ويحكمها رسول مبعوث، ومن بعده الخلفاء الراشدون حتى فترة وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان؛ حيث إنّ علي بن أبي طالب نقل الخلافة منها إلى الكوفة لأسباب دينية، وكذلك فعل معاوية عندما نقل الخلافة إلى دمشق، ومن بعده العباسيين الذين نقلوا خلافتهم إلى بغداد.
المقالات المتعلقة بأين تقع يثرب